جمال الصليعي دوز

طقوس لزائرة...أخرى




وأمـــزج ألـوانــي لأســكــب رسـمـهــا
طيوفـا مــن الـشّـوق المـبـرّح عنّـانـي
وأســري بـهـا ســري النّسـائـم علّـهـا
تـهـدهـد أســحــار الأحــبّــة ألـحـانــي
رفيقة هـذا الـدرب والصّمـت والسّـرى
ومـسـعـدتـي إمّــــا تـغــيّــر خــلاّنـــي
أراهــا ومــا جـــاءت خـيــالا بـخـاطـري
لـكـم سـرّنـي ذاك الخـيـال وأغـنـانـي
تجـلّـت ومــا جـالـت وحـلّـت ولــم تـلـح
فيـا لذّمـا رسمـي ويــا طـيـب ألـوانـي
سهـرنـا وهــذا اللّـيـل أرســـل سـتــره
ولــم نــر مـثـل اللّـيـل سـتـرا لـنـدمـان
كـسـانـا ســـواد الـلّـيـل طـهــرا كـأنّـنـا
بهـذا الدّجـى القدسـيّ حلقـة رهـبـان
أتــمــتــم ـلا أدري ـكـــأنّـــيَ عـــابــــد
تـــزوّد مـــن ريــــح الـبـخــور بـعـيــدان
سحائـب (تِبـغـي) أم مجامـيـر نـاسـك
تــدار ونـجـوى أم وســاوس شـيـطـان
وأقـفــر إلا مـــن طـيـوفـيَ (مـعـبـدي)
وعـاودنــي عـيــدي وهـمّــي لأزمـــان
قصاصاتيَ الحيـرى وشاهـد مجلسـي
وغمـر مـن الذكـرى وخافقـيَ الحـانـي
علـى شمعـة حـرّى تـراقـص ضـوؤهـا
ومالـت علـى رسمـي تـنـوء بأحـزانـي
يـكــاد زجـــاج الـدّمــع بـيـنـي وبـيـنـهـا
يـصــوّر مـنـهـا قــــدّ مـجـهــدة فــانــي
وتـوشــك إمّـــا آهـــة عـصـفــت بــهــا
تغضّ بصيص الضّوء ذا الرّمـق الوانـي
أيــا شمعـتـي هــذي الـتـي تعرفينـهـا
وتلقيـنـهـا عـنــدي وعــنــدك تـلـقـانـي
وهــذي الـتـي كـنّــا رفيـقـيـن عـنـدهـا
لـلـيـلاتـنـا الأخـــــرى ثــلاثـــة خـــــلاّن
وتـدنـي لــي الأقــداح لا أنـــا شـــارب
فــــــــــــــأصـــــــــــــــحـــــــــــــــو ولا
تـجـنّـت فـــلا كـأســي يـــدار مثـيـلـهـا
ولا انـسـكـبـت إلاّ عــصـــارة وجـــــدان
فلي من وجيـب الـرّوح كـأس تفايضـت
علـى ورقـي بـوحـا يتـرجـم أشجـانـي
ولـي مــن غمـامـات الـفـؤاد سـواكـب
تنقّـلـن مــا بـيـن الـضّـلـوع فأجـفـانـي
أزائــرتــي هــــذي طـقـوســك كـلّـهــا
وهــذا ســواد اللّـيـل قبـلـك غـشّـانـي
وذي شمعتي جذلـى وذلـكِ مجلسـي
أعــــدّ وذا بــوحــي وذلــــكِ مـيـزانــي
أفـتّـش فــي كـــلّ المحيـطـيـن لا أرى
نديمـا إلـى كأسـي فقـد عــزّ ندمـانـي
هـمـو أعـرضـوا أنّــي أدوف بكـأسـهـم
مواجـع إن ينـسـوا ذكــرت فتغشـانـي
تعـاووا فلـم أطـرب وقـلـت فـمـا وعــوا
وقـد صدقـوا مـا كـان شأنهمـو شانـي
يـقـولــون جـــــنّ أو تـمـلّـكــه هـــــوى
وكـيــف لـنــا رقـيــا الـغـوايـة والـجــان
أعـائـدتـي هـــذي طـقـوسـك أقـبـلـي
تعـبـت ولــم أرض الـجـمـاد فـعـادانـي
أعائـدتـي هـاتـي ضلـوعـك واحـمـلـي
شكاتـي فقـد ضـاق الـفـؤاد وأعيـانـي
أعـائـدتــي كــــل الأحــبّــة أعــرضـــوا
سواك وهل لـي غيـر طيفـك سلوانـي
كـفـانـي أن ألــقــى عـيـونــك مـهـربــا
وحسبـيَ أنّـي فــي يميـنـي أوزانــي
يــلــذّ لــروحــي أن أبــثّــك حـاجــتــي
وأكـثـر حاجـاتـي شكـوكـي وإيـمـانـي
وأكــثــر حـاجـاتــي أمــــان تـطــايــرت
لآلـــئ عـقــد فـــي أصــابــع صـبـيــان
أرى شـاعـرا جــمّ المشـاغـل مصبـحـا
علـى حـرق الـذكـرى ومـمـس بنـيـران
رأى حلمـا عـرض السّمـاء فـإن يـضـق
فللـشّـاعـر المـفـتـون واحــــة ألــــوان
يشيم بروق الخيـر خلـف دجـى الـرّؤى
ويغـزل خيـط الضـوء مــن أفــق دانــي
حنانيـك يـا همـس السّكينـة والـدّجـى
ويــا رفـقـة الأسـحــار يـــا زور تـحـنـان
بعيـنـيـك تهـيـامـي وعـيـنـاك مـهـربـي
لعينـيـك إبـحـاري وعـيـنـاك شـطـآنـي
عديـنـي فبـعـض الـوعـد وصــل بـذاتـه
ووعـــــدك ألاّ تـتـركـيـنــيَ أرضـــانـــي
أهــيّـــأ لـلّـقــيــا طــقــوســك كــلّــهــا
بشمعـتـيَ الـحـرّى وراقصـهـا الـوانـي
ونمضـي إلـى تلـك المجاهـل والدّنـى
بـعـيـديـن فــــي آن أجـــــلّ وأكـــــوان
حبيـبـيـن إمّـــا جـنّـنـا الـلّـيـل نـلـتـقـي
على بسط الأشواق في الزّمن الثّاني


على بسط الإبحار في الزّمن الثّاني
على بسط الإيغال في الزّمن الثّاني